اليها الحجة وتحويرات قد يدعو إليها تعارض وجوه المصلحة. فهو الدين الذي يرعى الصوالح العامة ، ويتخذ الأهبة للطوارىء الخاصة ، ويعالج الأمراض بما يجتث الداء ويضمن الشفاء ، وهو الدين الذي لن يضيق على أحد في حال ولن يكون حرجاً في زمان.
هذه طبيعة التشريع في دين الاسلام ؛ قوة ليس فيها اسراف وتسامح ليس معه اسفاف ، واعتدال ليس به عوج وتطهير ليس فيه حرج.
والاسلام هو الدين الذي فتح باب الاجتهاد في الاحكام فوضع له القواعد وقرر له المناهج ، ويسر اليه السبيل ، واثاب المجتهد أجرين حين يصيب ، ولم يحرمه من المثوبة حين يخطىء.
ولن يشذ المجتهد المسلم عن طبيعة التشريع في الاسلام مادام يقبس مادة اجتهاده من أصول هذا الدين ويرتبط بنصوصه ويتقيد بمفاهيمه ، ولن يحمل عليه أثقال سواه مادام يعلم غنى الاسلام بروحه واستقلاله بمناهجه ، ومادام يعلم أن للاسلام وحدة متماسكة لن تتجزأ ، وان لأحكامه صبغة واحدة لن تتغير.
ومن اثر الاجتهاد المستمر انه يغذي الأفكار المتطورة ويبحث الحقائق المتجددة ويسد الحاجات المتسلسلة.
ولا يزال الاثنا عشرية من شيعة أهل
البيت عليهمالسلام
يستمسكون بهذا المبدأ الذي وضعه الاسلام ، وهم ينيطون بالمجتهد العادل أهم المناصب الاجتماعية كالافتاء والحكم وأكثر الولايات العامة وبعض الولايات الخاصة ، ولا يرون غير المجتهد العادل لها أهلاً ، ولذلك فالاجتهاد عندهم من