لا يحسنون.
* * *
وناشئة من الكتَّاب كلفت بأحلام الغروب وبهرتا نظمه ومناهجه ، فأرادت أن تحمل دين الإسلام أثقال تلك الفلسفة وان تطعمه خلاصة تلك النظم ، سواء كره الإسلام ذلك أم احب ..
تلقن هؤلاء الناشؤن من أساتذتهم أن المادة هي المحور الذي يدور عليه كل شيء في هذا الكون ، وأنها هي الحقيقة الوحيدة التي تفسر بها مفاهيمه ، وتناط بها قوانينه.
تلقنوا هذا النص من أساتذتهم في الغرب ، فما عساهم ينتظرون ؟
ما ينتظرون وهم مسلمون ؟
وأخبرهم آباؤهم ان الإسلام دين الحق ، وعرفوا من مجتمعهم أنه شريعة الأبد. فما هي نتيجة الجمع بين هذه النصوص ؟
إن النتيجة واضحة في أنظارهم لا يتطرقها ريب. ولا تحوم حولها شبهة. فالإسلام ـ دين الحق ـ وشريعة الأبد ـ ماهو إلا جماع تلك الأنظمة. وخلاصة تلك الفلسفة.
الأنظمة الغربية التي أعجبتهم ، وفلسفتها المادية التي بهرتهم.
وهل يستحق الإسلام أن يذكر بتلك الممادح إلا بأن تكون له هذه السمات ؟!
ولقد فات هؤلاء الناشئين أن أساتذتهم قد يجنون على الحق وهم يفكرون ، وقد يضلون طريقه وهم لا يشعرون.
فاتهم أن الإسلام شريعة مستقلة بذاتها ،
غنية بنظمها. وان للقرآن