فلسفة خاصة تنتهض عليها أصوله وتنشعب عنها مناهجه ، وفلسفة القرآن هذه ليست مادية خالصة ولا روحانية محضا ، بل تستقصي جميع انطباعات المادة وجميع خصائص الروح ، ثم تقيم موازنة شاملة عادلة بين شتى المناحي وشتى الاتجاهات من هذه ومن تلك ، وتبني على ذلك لهما وحدة في التشريع تضاهي وحدتها في التكوين.
فاتهم أن الإسلام ليس بمادي متطرف يحسب ان المادة كل مافي الحياة فيجب أن ترتكز عليها كل فلسفة للحياة. وليس بروحاني جائر يخال ان الروح كل مافي الانسان فيلزم أن يخصها كل تشريع يسن للانسان ، بل هو واقعي متزن يحس أن في الانسان مادة لاغنى بها عن الروح وأن له روحاً لا استقلال لها عن المادة. ويرى أن التشريع العادل ما وفى حقوق المادة في ظل الروح ، وضمن مآرب الروح في هيكل المادة. فات هؤلاء ان الإسلام ليس بشرقي ولا غربي ، بل هو دين إلهي يصلح ادواء الشرق ، ويطب أمراض الغرب ، ويسمو بالانسانية جمعاء الى نصابها الأعلى من الكمال والى حظها الأوفى من السعادة.
ليست ميزة التشريع في الإسلام أن يشبه القوانين المتحضرة في القرن العشرين أو الاربعين. وليس دليل عظمته أن يوائم المبادئ السياسية أو الاقتصادية الحاضرة في حل بعض المشكلات وإن من الجهل الفاضح بنا أن نقول هذا القول وان نسوم الإسلام هذه المهانة.
اي وربك انه لمن الجهل الفاضح ، وانه لمن ضعف النفوس .. والعقول أيضاً.
يترفع دين الله أن يشبه بأنظمة واطئة
تنشأ بين الرواسب ، وتقيم في