الأوحال ، ثم لا ترفع أرؤسها الى فوق ، ولا تطمح بأبصارها نحو القمة. تحسب ان البشر كتلة من الدود ، من الأقذار تولد ، ومنها تغتذي ، وفي وسطها تقيم ، وإليها آخر الأمر تعود.
نعم. يترفع دين الله عن هذه الأنظمة التي تلاحظ الانسان من أخفض نواحيه وتنظر الى الحياة من أحط مرافقها ، ثم لا تثبت للانسان ولا للحياة معنى أرقى من هذه المنحدرات.
ليس الإسلام رأسمالياً ولا شيوعياً ، ولا ينتسب الى غيرهما من المذاهب المادية الخالصة. وان اتفق معها في علاج بعض المشكلات ، وليست المقابلة بين مبدأ ومبدأ أن يباينه في جميع الفروع وأن يفترق عنه في جميع النقاط. بل الفارق الأصيل بين المباديء أن تتباين الروح ، وأن تتقابل في وجهة النظر والإسلام ـ دون شك ـ يباين هذه المبادئ في روحه ويقابلها في وجهة نظره.
ويؤثر بعض الكتبة أن يفسر الإسلام بالرأسمالية لأنه يعترف ـ مثلا ـ بالملكية الفردية ، أو يصفه بالشيوعية لانه يقرر حقوقاً للعامل على المالك ، ويفرض أنصبة في مال الغني للفقير ، يحاول هؤلاء ان يفسروا الإسلام بما يرتأون ويتخذون من وجوه الموافقات سنداً لما يحاولون ، تضليلاً للعقول وتلبيساً للحق بالباطل.
لغة وضعت السياسة مفرداتها ، ولقن المستعمرون تراكيبها ، وردد الثرثارون منا أصدائها. يصنعون ذلك ليستعبدوا أربعمائة مليون ونيفاً من المسلمين.
ان الإسلام صريح في دعوته ، صريح في
بيان فلسفته ، صريح في نشر