عجيب جداً ان يصدر هذا القول من عاقل حصيف بعد وضوح هذه الامور !.
وبعد فهل يستطيع هؤلاء القائلون بأن الطبيعة هي الخالقة ، وأن يقيموا شاهداً واحداً من هذا الكون الفسيح الرحيب استقلت فيه الطبيعة بنفسها دون تدخل علة فاعلة مختارة ؟ ان يقيموا شاهداً استقلت فيه الطبيعة فاستبدلت بنفسها قانوناً بقانون أو غيرت من تلقاء ذاتها وضعاً بوضع.
ليدلونا على شاهد واحد يشهد لها بهذا الاستقلال مهما كان صغيراً بل ومهما كان تافهاً لنتبعهم فيما يزعمون !
لا وربك ليس في مقدورهم ذلك ، ولا في استطاعة أحد من المخلوقين سواهم ، ليس في مقدورهم جميعا وإن فحصوا جسيمات كل خلية وفجّروا نُوَيَّاتِ كل ذرة ..
ليس في مقدورهم ذلك لانهم لا يملكون ان يوجدوا المعدوم أو يوجدوا الممتنع.
أليس في هذا ما يدلنا على ان الطبيعة لاتملك من نفسها ان تصنع شيئاً ، ولا تقدر ان تستقل في عمل ، وان كل ما هناك من خير ومن جمال ومن قوانين ثابتة وسنن دقيقة انما هو صنع يد مدبرة وقدرة مقدرة ؟!.
إن العلم لا ينكر أبداً لأنه لا يجهل حدوده ، ومحال عليه ان يطلب حقائق ماوراء المادة بأدوات لاتفحص الا المادة ، ومحال عليه أن ينكر حقيقة ما لأنه لم يجدها في مرصده أو مختبره.
أما العلماء فيبدو في الآونة الاخيرة أن
فكرة الله بدأت تملأ عقولهم وان الايمان به أخذ يدب في قلوبهم ، واقرأ إن شئت كتاب ( العلم يدعو