نركبها ونلمسها ليس إلا خيالات ، وبها ركاب وهميون وتعبر انهاراً لاوجود لها وتسير فوق جسور غير مادية ... الخ ، وهو رأي وهمي لا يحتاج الى مناقشة أو جدال.
أما الرأي الثاني القائل ان هاذ العالم بما فيه من مادة وطاقة قد نشأ هكذا وحده من العدم فهو لايقل عن سابقه سخفاً وحماقة ، ولا يستحق هو أيضاً أن يكون موضعاً للنظر أو المناقشة.
والرأي الثالث الذي يذهب الى أن هذا الكون أزلي ليس لنشأته بداية انما يشترك مع الرأي الذي ينادي بوجود خالق لهذا الكون وذلك في عنصر واحد هو الازلية. واذاً فنحن إما ان ننسب صفة الازلية الى عالم ميت واما ان ننسبها الى إلهٍ حي يخلق. وليس هنالك صعوبة فكرية في الاخذ بأحد هذين الاحتمالين اكثر مما في الآخر.
ولكن قوانين الديناميكا الحرارية تدل على أن مكونات هذا الكون تفقد حرارتها تدريجيا وانها سائرة حتما الى يوم تصير فيه جميع الاجسام تحت درجة من الحرارة بالغة الانخفاض هي الصفر المطلق ، ويومئذ تنعدم الطاقة ، وتستحيل الحياة ، ولا مناص من حدوث هذه الحالة من انعدام الطاقات عندما تصل درجة حرارة الاجسام الى الصفر المطلق بمضي الوقت. اما الشمس المستعمرة والنجوم المتوهجة والأرض الغنية بأنواع الحياة فكلها دليل واضح على ان أصل الكون أو أساسه يرتبط بزمان بدأ من لحظة معينة ، فهو إذن حدث من الاحداث ومعنى ذلك انه لابد لأصل الكون من خالق أزلي ليس له بداية ، عليم محيط بكل شيء ، قوي ليس لقدرته حدود ، ولابد أن يكون هذا الكون من صنع يديه.