النسبية فيهيء بذلك الفرصة لاستمرار حياة الكائنات التي تعيش في الماء في المناطق الباردة. وعندما يتجمد الماء تنطلق منه كميات كبيرة من الحرارة تساعد على صيانة حياة الاحياء التي تعيش في البحار.
أما الأرض اليابسة فهي بيئة ثابتة لحياة كثير من الكائنات الارضية ، فالتربة تحتوي العناصر التي يمتصها النبات ويمثلها ويحولها الى أنواع مختلفة من الطعام يفتقر اليها الحيوان ويوجد كثير من المعادن قريباً من سطح الأرض ، مما هيأ السبيل لقيام الحضارة الراهنة ونشأ كثير من الصناعات والفنون ، وعلى ذلك فان الأرض مهيأة على أحسن صورة للحياة. ولا شك أن كل هذا من تيسير حكيم خبير ، وليس من المعقول أن يكون مجرد مصادفة أو خبط عشواء ولقد كان إشعياء على حق عندما قال مشيراً الى الله : « لم يخلقها باطلاً. للسكن صورها » ( ٤٥ : ١٨ ).
وكثيراً ما يسخر البعض من صغر حجم الأرض بالنسبة لما حولها من فراغ لانهائي. ولو أن الأرض كانت صغيرة كالقمر ، أو حتى لو أن قطرها كان ربع قطرها الحالي لعجزت عن احتفاظها بالغلافين الجوي والمائي اللذين يحيطان بها ، ولصارت درجة الحرارة فيها بالغة حد الموت.
أما لو كان قطر الأرض ضعف قطرها الحالي
لتضاعفت مساحة سطحها أربعة اضعاف ، وأصبحت جاذبيتها للاجسام ضعف ماهي عليه ، وانخفض تبعاً لذلك ارتفاع غلافها الهوائي ، وزاد الضغط الجوي من كيلو جرام واحد الى كيلو جرامين على السنتيمتر المربع ، ويؤثر كل ذلك أبلغ الاثر في الحياة على سطح الأرض ، فتتسع مساحة المناطق الباردة اتساعاً كبيراً ، وتنقص مساحة الأراضي الصالحة للسكنى نقصاً ذريعاً ، وبذلك تعيش الجماعات