( وقد قام العالم الرياضي السويسري تشارلز يوجين جاي بحساب هذه العوامل جميعاً فوجد أن الفرصة لاتتهيأ عن طريق المصادفة لتكوين جزيء بروتيني واحد إلا بنسبة ١ الى ١٠ × ١٦٠ ، أي بنسبة ١ الى رقم عشرة مضروباً في نفسه ١٦٠ مرة. وهو رقم لا يمكن النطق به أو التعبير عنه بكلمات. وينبغي أن تكون كمية المادة التي تلزم لحدوث هذا التفاعل بالمصادفة بحيث ينتج جزيء واحد اكثر مما يتسع له كل هذا الكون بملايين المرات. ويتطلب تكوين هذا الجزيء على سطح الأرض وحدها عن طريق المصادفة بلايين لاتحصى من السنوات قدرها العالم السويسري بأنها عشرة مضروبة في نفسها ٢٤٣ مرة من السنين ( ١٠ × ٢٤٣ سنة ).
ان البروتينات تتكون من سلاسل طويلة من الاحماض الأمينية. فكيف تتآلف ذرات هذه الجزيئات ؟ انها اذا تآلفت بطريقة اخرى غير التي تتآلف بها ، تصير غير صالحة للحياة ، بل تصير في بعض الاحيان سموما.
وقد حسب العالم الانجليزي ج. ب. ليثز الطرق التي يمكن أن تتآلف بها الذرات في أحد الجزيئات البسيطة من البروتينات فوجد أن عددها يبلغ الملايين ١٠ × ٤٠.
وعلى ذلك فانه من المحال عقلاً أن تتآلف كل هذه المصادفات لكي تبني جزيئاً بروتينياً واحداً.
ولكن البروتينات ليس الا مواد كيموية
عديمة الحياة ، ولا تدب فيها الحياة إلا عندما يحل فيها ذلك السر العجيب الذي لاندري من كنهه شيئاً. انه العقل اللانهائي ، وهو الله وحده الذي استطاع أن يدرك ببالغ حكمته أن مثل ذلك الجزيء البروتيني يصلح لأن يكون مستقراً للحياة فبناه وصوره