٨٠ ـ بَابٌ فِي الْغَيْبَةِ
٨٩١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى والْحُسَيْنُ (١) بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيِّ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ يَمَانٍ التَّمَّارِ ، قَالَ :
كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام جُلُوساً ، فَقَالَ لَنَا : « إِنَّ لِصَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً ، الْمُتَمَسِّكُ (٢) فِيهَا بِدِينِهِ (٣) كَالْخَارِطِ (٤) لِلْقَتَادِ (٥) ـ ثُمَّ قَالَ هكَذَا بِيَدِهِ ـ فَأَيُّكُمْ يُمْسِكُ شَوْكَ الْقَتَادِ بِيَدِهِ؟ »
ثُمَّ أَطْرَقَ مَلِيّاً (٦) ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ لِصَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً (٧) ، فَلْيَتَّقِ اللهَ عَبْدٌ ،
__________________
(١) هكذا في « ض ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « الحسن ».
والصواب ما أثبتناه ؛ فقد وردت رواية الحسين بن محمّد شيخ المصنّف ، عن جعفر بن محمّدٍ ، في عدّةٍ من الأسناد ، كما روى محمّد بن يحيى والحسين بن محمّد معطوفين عن جعفر بن محمّد في الكافي ، ح ٧٤٢ و ٩٠١. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٣٤٠.
يؤيّد ذلك ما تقدّم في ح ٤٤ ؛ من رواية الحسين بن محمّد عن جعفر بن محمّد ، عن القاسم بن الربيع ؛ فقد روى جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري الكوفي كتاب القاسم بن الربيع. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣١٦ ، الرقم ٨٦٧.
ثمّ إنّ الخبر رواه النعماني في كتابه الغيبة ، ص ١٦٩ ، ذيل ح ١٠ ـ نقلاً من الكتاب ـ وفيه أيضاً : « الحسن بن محمّد » لكن في نسخة عتيقةٍ من الغيبة : « الحسين ».
(٢) في « ج ، بح ، بر ، بس » وحاشية « ف » : « الممسك ».
(٣) في حاشية « ج » : « لدينه ». وهو مقتضى كلمة « الممسك ».
(٤) « الخارِط » : من خَرَطْتُ الورقَ ، أي حَتَتُّهُ ، وهو أن تقبض على أعلاه ثمّ تُمِرُّ يدك عليه إلى أسفله. و « القَتاد » كسَحاب : شجر صُلب ، له شوكة كالإبر. وهذا مَثَل لكلّ أمر صعب ومرتكب له. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٢٢ ( خرط ) ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٤٦ ( قتد ).
(٥) في الغيبة للنعماني والطوسي : + « بيده ».
(٦) أطْرَقَ الرجل ، أي سكت فلم يتكلّم ، وأطرق ، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض. والمَلِيُّ : هو الطائفة منالزمان لا حدّ لها. يقال : معنى مليّ من النهار ومليّ من الدهر ، أي طائفة منه. فالمعنى : سكت زماناً طويلاً ناظراً إلى الأرض. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٥ ( طرق ) ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٣ ( ملا ).
(٧) في حاشية « بر » : « لغيبة ».