ونصل في النهاية إلى السؤال الأخير من الأسئلة التي عرضناها ، وهو السؤال عن الطريقة التي يمكن ان نتصور من خلالها ما سيتمّ على يد ذلك الفرد من انتصار حاسم للعدل ، وقضاء على كيانات الظلم المواجهة له.
والجواب المحدد عن هذا السؤال يرتبط بمعرفة الوقت والمرحلة التي يقدّر للإمام المهدي عليهالسلام ان يظهر فيها على المسرح ، وإمكان افتراض ما تتميز به تلك المرحلة من خصائص وملابسات لكي ترسم في ضوء ذلك الصورة التي قد تتخذها عملية التغيير ، والمسار الذي قد تتحرك ضمنه ، وما دمنا نجهل المرحلة ولا نعرف شيئاً عن ملابساتها وظروفها فلا يمكن التنبؤ العلمي بما سيقع في اليوم الموعود ، وإن امكنت الافتراضات والتصورات التي تقوم في الغالب على أساس ذهني لا على أسس واقعية عينية.
وهناك افتراض أساسي واحد بالإمكان قبوله على ضوء الأحاديث التي تحدثت عنه (١) والتجارب التي لوحظت لعمليات التغيير الكبرى في التاريخ ، وهو
__________________
(١) إشارة إلى علامات الظهور أو الملابسات والاحداث والوقائع التي تسبق ظهوره المبارك أو ترافق ظهوره كما صوّرتها الروايات ووردت بها الآثار الصحيحة ، وقد بسطت تفصيلاً في