افتراض ظهور المهدي عليهالسلام في أعقاب فراغ كبير يحدث نتيجة نكسة وأزمة حضارية خانقة (١) وذلك الفراغ يتيح المجال للرسالة الجديدة أن تمتدّ ، وهذه النكسة تهيّء الجو النفسي لقبولها ، وليست هذه النكسة مجرد محادثة تقع صدفة في تاريخ الحضارة الإنسانية ، وإنما هي نتيجة طبيعية لتناقضات التاريخ المنقطع عن الله ـ سبحانه وتعالى ـ التي لا تجد لها في نهاية المطاف حلاًّ حاسماً فتشتعل النار التي لا تبقي ولا تذر ، ويبرز النور في تلك اللحظة ؛ ليطفئ النار ويقيم على الأرض عدل السماء.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين. وقد وقع الابتداء في كتابة هذه الوريقات في اليوم الثالث عشر من جمادى الثانية سنة ١٣٩٧ هـ ، ووقع الفراغ منها عصر اليوم السابع عشر من الشهر نفسه.
والله ولي التوفيق.
محمد باقر الصدر ـ النجف الأشرف
تمّ الفراغ من تحقيق هذا الكتاب في شهر رجب المرجب من سنة ١٤١٦ هـ وذلك في قم المقدسة.
الدكتور عبد الجبار شرارة
__________________
(عصر الظهور ) للسيد محمد الصدر. وراجع : الإرشاد / الشيخ المفيد : ص ٣٦٥ وما بعدها وراجع أيضاً : الإشاعة لأشراط الساعة / محمد بن رسول الحسيني البرزنجي.
(١) وفيه إشارة إلى ما يمكن ان تنجرّ إليه الإنسانية من أزمة حضارية بسبب التنافسات والصراعات بين الحضارات المادية والكيانات السياسية ، وفشلها في تحقيق الأمن والاستقرار والسعاده للإنسان ، ولقد بدأت بوادر مثل هذا الفراغ تظهر وتتسع شيئاً فشيئاً في عصرنا الراهن في شرق الأرض وغربها ، وكلّ متنبع للأخبار والتقارير الصحفية والتحقيقات الخبرية يعرف ذلك جيداً. وما اليوم الموعود ببعيد.