جـ ـ إنّ الشروط التي كانت هذه المدرسة وما تمثله من قواعد شعبية في المجتمع الإسلامي ، تؤمن بها وتتقيد بموجبها في تعيين الإمام والتعرف على كفاءته للإمامة ، شروط شديدة ؛ لأنها تؤمن بأنّ الإمام لا يكون إماماً إلاّ اذا كان أعلم علماء عصره (١).
د ـ إنّ المدرسة وقواعدها الشعبية كانت تقدم تضحيات كبيرة في سبيل الصمود على عقيدتها في الإمامة ؛ لأنها كانت في نظر الخلافة المعاصرة لها تشكل خطا عدائياً ، ولو من الناحية الفكرية على الأقل ، الأمر الذي أدّى إلى قيام السلطات وقتئذٍ وباستمرار تقريباً حملات من التصفية والتعذيب ، فقتل من قتل ، وسجن من سجن ، ومات في ظلمات المعتقلات المئات. وهذا يعني أنّ الاعتقاد بإمامة أئمة أهل البيت كان يكلّفهم غالياً (٢) ، ولم يكن له من الإغراءات سوى ما يحسّ به المعتق أو يفترضه من التقرب إلى الله تعالى والزلفى عنده.
هـ ـ إنّ الأئمة الذين دانت هذه القواعد لهم بالإمامة لم يكونوا معزولين عنها ،
__________________
والعام. وراجع : صحاح الأخباري / محمد سراج الدين الرفاعي : ص ٤٤ ، نقلاً عن الامام الصادق والمذاهب الاربعة / أسد حيدر ١ : ٥٦. وقال ابن حجر في الصواعق المحرقة ص ١٢٠ : «جعفر الصادق ، نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان ، وانتشر صيته في جميع البلدان ، وروي عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد وابن جريح ومالك والسفيانين وأبي حنيفة وشعبة وأيوب السختياني ... ».
(١) كون الإمام أعلم أهل زمانه أمرٌ متسالم عليه عند الإمامية. راجع : الباب الحادي عشر / العلامة الحلي ، هذا وقد عرّضوا لأكثر من اختبار صلوات اله وسلامه عليهم لإثبات هذا المدّعى ، ونحجوا فيه.
راجع : الصواعق المحرقة لابن حجر : ص ١٢٣ ، فقد نقل تفصيلاً في هذه المسألة عن مسائل يحيى بن أكثم للإمام الجواد عليهالسلام.
(٢) إنّ الاعتقاد بإمامة الائمة كلّف أتباعهم غالياً ، وهذا ثابت تاريخياً ، وليس الى إنكاره من سبيل ، والشاهد يدل على الغائب أيضاً. راجع : مقاتل الطالبين لأبي الفرج الأصفهاني.