ومحمد المصطفى آخر الانبياء هو شهيدي عليكم أني قد بلغت الرسالة ، فارتجت الاصنام ، وخمدت النيران ، وأخذهم الخوف ، وقال الجبارون : من هذا؟ فقال نوح : أنا عبدالله و ابن عبده ، بعثني رسولا إليكم ، ورفع صوته بالبكاء ، وقال : إني لكم نذير مبين. قال : وسمعت عمورة كلام نوحا فآمنت به فعاتبها أبوها وقال : أيؤثر فيك قول نوح في يوم واحد؟ وأخاف أن يعرف الملك بك فيقتك ، فقالت عمورة : يا أبت أين عقلك وفضلك وحلمك؟ نوح رجل وحيد ضعيف يصيح فيكم تلك الصيحة فيجري عليكم ما يجري ، فتوعدها فلم ينفع ، فأشار عليه أهل بيته بحبسها ومنعها الطعام فحبسها وبقيت في الحبس سنة وهم يسمعون كلامها فأخرجها بعد سنة وقد صار عليها نور عظيم وهي في أحسن حال ، فتعجبوا من حياتها بغير طعام فسألوها فقالت : إنها استغاثت برب نوح عليهالسلام وإن نوحا (ع) كان يحضر عندها بما تحتاج إليه ، ثم ذكر تزويجه بها وأنها ولدت له سام بن نوح ، لان الرواية في غير هذا الكتاب تضمنت أنه كان لنوح عليهالسلام امرأتان : اسم واحدة رابعا وهي الكافرة فهلكت ، وحمل نوح معه في السفينة امرأته المسلمة ، وقيل : إن اسم المسلمة هيكل ، وقيل ما ذكره الطبري ، ويمكن أن يكون عمورة اسمها ، وهيكل صفتها بالزهد. (١)
٨٠ ـ أقول : روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب وغيره بأسانيدهم إلى المعلى بن خنيس ، (٢) عن الصادق (ع) أنه قال : يوم النيروز هو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح (ع) على الجودي. الخبر.
٨١ ـ نوادر الراوندى : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه (ع) قال : قال علي (ع) : صلى نبي الله نوح (ع) ومن معه ستة أشهر قعودا لان السفينة كانت تنكفئ بهم. (٣)
٨٢ ـ دعوات الراوندى : قال : لما ركب نوح عليهالسلام في السفينة أبى أن يحمل العقرب معه ، فقال : عاهدتك أن لا ألسع أحدا يقول : سلام على محمد وآل محمد ، وعلى نوح في العالمين. (٤)
ـــــــــــــــ
(١) سعد السعود : ٤٠ ـ ٤١. م
(٢) بالتصغير.
(٣) نوادر الراوندى : ٥١. م
(٤) دعوات الراوندى : مخطوط. م