ثم إن آدم مرض (١) المرضة التي قبض فيها فأرسل إلى هبة الله (٢) فقال له : إن لقيت جبرئيل أو من لقيت من الملائكة فاقرأه السلام وقل له : إن أبي يستهديك من ثمار الجنة ، ففعل ، فقال له جبرئيل : يا هبة الله إن أباك قد قبض ، وما نزلت إلا للصلاة عليه فارجع ، فرجع فوجد أباه قد قبض ، فأراه جبرئيل كيف يغسله فغسله حتى إذا بلغ الصلاة عليه قال هبة الله : يا جبرئيل تقدم فصل على آدم ، فقال له : جبرئيل : يا هبة الله إن الله تبارك وتعالى أمرنا أن نسجد لابيك في الجنة ، وليس لنا أن نؤم أحدا من ولده ، فتقدم هبة الله فصلى على آدم وجبرئيل عليهالسلام خلفه وحزب من الملائكة (٣) وكبر عليه ثلاثين تكبيرة ، فأمر جبرئيل فرفع من ذلك خمس وعشرون تكبيرة ، (٤) فالسنة البوم فينا خمس تكبيرات ، وقد كان يكبر على أهل بدر سبع وتسع. (٥)
ثم إن هبة الله لما دفن آدم أتاه قابيل فقال له : يا هبة الله قد رأيت آدم أبي قد خصك من العلم بما لم أخص به ، وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه وإنما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي فيقولون : نحن أبناء الذي تقبل قربانه ، وأنتم أبناء الذي لم يتقبل قربانه ، وإنك إن أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا قتلتك كما قتلت أخاك هابيل ، فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة حتى بعث نوح عليهالسلام وظهرت وصية هبة الله حين نظروا في وصية آدم فوجدوا نوحا قد بشر (٦) به أبوهم آدم عليهالسلام فآمنوا به واتبعوه وصدقوه ، وقد كان آدم أوصى (٧) هبة الله أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يوم عيد لهم ، فيتعاهدون بعث نوح في زمانه الذي بعث
ـــــــــــــــ
(١) في المصدر : لما مرض. م
(٢) في الكافى : فارسل هبة الله.
(٣) في الكافى : وجنود الملائكة.
(٤) هكذا في نسخ من الكتاب ، وفى المصدر : خمسة وعشرين ، وفى الكافى : فرفع خمسة وعشرين تكبيرة.
(٥) هكذا في نسخ ، وفى المصدر : وسبعا وتسعا ، وفى الكافى : تسعا وسبعا.
(٦) في الكافى : فوجدوا نوحا عليهالسلام نبيا قد بشر.
(٧) في الكافى : وصى.