( باب ٣ )
* ( اراءته عليه السلام ملكوت السماوات والارض وسؤاله احياء الموتى ) *
* ( والكلمات التى سأل ربه وما اوحى اليه وصدر عنه من الحكم ) *
الايات ، البقرة « ٢ » وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ١٢٤.
« وقال تعالى » : وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم ٢٦٠.
النجم « ٥٣ » أم لم ينبأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الذي وفى * ألا تزر وازرة وزر اخرى ٣٦ ـ ٣٨.
الاعلى « ٨٧ » إن هذا لفي الصحف الاولى * صحف إبراهيم وموسى ١٨ ـ ١٩.
تفسير : قال الطبرسي رحمهالله : « وإذ ابتلى إبراهيم ربه » أي اختبره وكلفه « بكلمات » فيه خلاف ، روي عن الصادق عليهالسلام أنه ما ابتلاه الله به في نومه من ذبح ولده إسماعيل أبي العرب فأتمها إبراهيم وعزم عليها وسلم لامر الله تعالى ، فلما عزم قال الله تعالى ثوابا له لما صدق وعمل بما أمره الله : « إني جاعلك للناس إماما » ثم أنزل الله عليه الحنيفية وهي الطهارة ، وهي عشره أشياء : خمسة منها في الرأس ، وخمسة منها في البدن ، فأما التي في الرأس فأخذ الشارب وإعفاء اللحى وطم الشعر (١) والسواك والخلال ، وأما التي في البدن فحلق الشعر من البدن والختان وتقليم الاظفار والغسل من الجنابة و الطهور بالماء ; فهذه الحنيفية الطاهرة التي جاء بها إبراهيم عليهالسلام فلم تنسخ ولا تنسخ إلى يوم القيامة ، وهو قوله : « واتبع ملة إبراهيم حنيفا » ذكره علي بن إبراهيم في تفسيره. وقال قتادة وابن عباس : إنها عشرة خصال كانت فرضا في شرعه سنة في شرعنا : المضمضة
__________________
(١) أعفى الشعر : تركه حتى يكثر ويطول. طم الشعر : جزه.