والرائحة واللّون (١) بشرط أن يكون بملاقاة النجاسة ، فلا يتنجّس إذا كان
______________________________________________________
التغيّر باللّون
(١) وقد وقع النزاع في أن سبب النجاسة بالتغيّر هل هو التغيّر بالطعم والرائحة خاصّة كما هو المصرح بهما في أكثر روايات الباب ، أو أن التغيّر باللون أيضاً سبب للانفعال؟
وقد يدعى (١) عدم ذكر اللون في شيء من الأخبار الواردة في المقام ، ولأجله يستشكل في إلحاقه بالطعم والريح. والتحقيق أن الأمر ليس كما ادعي ، فإن اللون كأخويه مذكور في جمله من الأخبار ، فدونك رواية أبي بصير المتقدمة المشتملة على قوله عليهالسلام وكذا الدم (٢) فإن التغيّر بالدم على ما يستفاد منه عرفاً ليس إلاّ التغيّر باللون دون الطعم أو الريح ، ورواية العلاء بن الفضيل قال : « سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الحياض يبال فيها؟ قال : لا بأس إذا غلب لون الماء لون البول » (٣) لأنّها نصّت على أن التغيّر باللون أيضاً سبب للانفعال.
ثم على تقدير المناقشة في الروايتين بضعفهما فحسبك صحيحة محمد بن الحسن الصفار في كتاب بصائر الدرجات عن محمد بن إسماعيل يعني البرمكي عن علي بن الحكم عن شهاب بن عبد ربّه قال : « أتيت أبا عبد الله عليهالسلام أسأله ، فابتدأني فقال : إن شئت فسل يا شهاب ، وإن شئت أخبرناك بما جئت له ، قلت : أخبرني ، قال : جئت تسألني عن الغدير يكون في جانبه الجيفة ، أتوضأ منه أو لا؟ قال : نعم قال : توضأ من الجانب الآخر ، إلاّ أن يغلب الماء الريح فينتن. وجئت تسأل عن الماء الراكد من الكر (٤) ممّا (٥) لم يكن فيه تغيّر أو ريح غالبة ، قلت : فما التغيّر؟ قال : الصفرة
__________________
(١) ذكره صاحب المدارك ١ : ٥٧.
(٢) الوسائل ١ : ١٣٨ / أبواب الماء المطلق ب ٣ ح ٣.
(٣) الوسائل ١ : ١٣٩ / أبواب الماء المطلق ب ٣ ح ٧.
(٤) وفي طهارة المحقق الهمداني رحمهالله [ ص ١٠ سطر ١٠ ] وبعض نسخ الكتاب « من البئر ».
(٥) كذا في النسخة المطبوعة أخيراً من الوسائل والصحيح « ما ».