وعن ابن عباس أمر الله جبلا من جبال فلسطين فانقلع من أصله حتى قام على رؤوسهم مثل الظلة ، فذلك قوله سبحانه : « وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور » الآية وقوله : « وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ».
قال عطا عن ابن عباس : رفع الله تعالى فوق رؤوسهم الطور ، وبعث نارا من قبل وجوههم ، وأتاهم البحر الملح من خلفهم ، وقيل لهم : « خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا » فإن قبلتموه وفعلتم ما امرتم به وإلا رضختكم بهذا الجبل ، وغرقتكم في هذا البحر(١) وأحرقتكم بهذه النار ، فلما رأوا أن لا مهرب لهم منها قبلوا ذلك وسجدوا على شق وجوههم وجعلوا يلاحظون الجبل وهم سجود ، فصارت سنة في اليهود لا يسجدون إلا على أنصاف وجوههم ، فلما زال الجبل قالوا : سمعنا وأطعنا ولولا الجبل ما أطعناك.
وروى قتادة عن الحسن قال : مكث موسى عليهالسلام بعدما تغشاه نور رب العالمين و انصرف إلى قومه أربعين ليلة لا يراه أحد إلا مات حتى اتخذ لنفسه برنسا وعليه برقع لا يبدي وجهه لاحد مخافة أن يموت.(٢)
_________________
(١) الصحيح كما في المصدر : اغرقتكم في هذا البحر.
(٢) العرائس : ١١٧.