(باب ١٠)
*(قصة موسى عليه السلام حين لقى الخضر)*
*(وسائر قصص الخضر عليه السلام وأحواله)*
الايات ، الكهف : « ١٨ » وإذ قال موسى لفتاه « إلى قوله تعالى » : صبرا ٦٠ ـ ٨٢.
١ ـ فس : لما أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله قريشا بخبر أصحاب الكهف قالوا : أخبرنا عن العالم الذي أمر الله موسى أن يتبعه وما قصته ، فأنزل الله عزوجل : « وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا » قال : وكان سبب ذلك أنه لما كلم الله موسى تكليما وأنزل الله عليه الالواح وفيها كما قال الله : « وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ » ورجع موسى إلى بني إسرائيل فصعد المنبر فأخبرهم أن الله قد أنزل عليه التوراة وكلمه ، قال في نفسه : ما خلق الله خلقا أعلم مني ، فأوحى الله إلى جبرئيل : أدرك موسى فقد هلك ، وأعلمه أن عند ملتقى البحرين عند الصخرة رجل أعلم منك فصر إليه وتعلم من علمه ، فنزل جبرئيل على موسى عليهالسلام وأخبره فذل موسى في نفسه وعلم أنه أخطأ ودخله الرعب ، وقال لوصيه يوشع : إن الله قد أمرني أن أتبع رجلا عند ملتقى البحرين وأتعلم منه ، فتزود يوشع حوتا مملوحا وخرجا ، فلما خرجا وبلغا ذلك المكان وجدا رجلا مستقليا على قفاه فلم يعرفاه ، فأخرج وصي موسى الحوت وغسله بالماء ووضعه على الصخرة ومضيا ونسيا الحوت ، وكان ذلك الماء ماء الحيوان فحيي الحوت ودخل في الماء ، فمضى موسى عليهالسلام ويوشع معه حتى عييا ، فقال لوصيه : « آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا » أي عناء ، فذكر وصيه السمكة فقال لموسى : إني نسيت الحوت على الصخرة ، فقال موسى : ذلك الرجل الذي رأيناه عند الصخرة هو الذي نريده ، فرجعا على آثارهما قصصا إلى عند الرجل وهو في الصلاة ، فقعد موسى حتى فرغ من الصلاة فسلم عليهما.
فحدثني محمد بن علي بن بلال ، عن يونس ، قال : اختلف يونس وهشام بن إبراهيم