عميق ، وخفف حملك فأن العقبة كؤود ، (١) وأكثر الزاد فإن السفر بعيد ، وأخلص العمل فإن الناقد بصير.(٢)
٢٤ ـ كنز الفوائد للكراجكي : من حكم لقمان عليهالسلام : يا بني أقم الصلاة فإن مثل الصلاة في دين الله كمثل عمود الفسطاط ، فإن العمود إذا استقام نفعت الاطناب والاوتاد والظلال ، وإن لم يستقيم لم ينفع وتد ولا طنب ولا ظلال ، أي بني! صاحب العلماء وجالسهم ، وزرهم في بيوتهم لعلك أن تشبههم فتكون منهم ، اعلم أي بني! إني قد ذقت الصبر وأنواع المر فلم أر أمر من الفقر ، فإن افتقرت يومك(٣) فاجعل فقرك بينك وبين الله ، ولا تحدث الناس بفقرك فتهون عليهم ، يا بني ادع الله ثم سل في الناس هل من أحد دعا الله فلم يجبه؟ أو سأله فلم يعطه؟ يا بني ثق بالله العظيم عزوجل : ثم سل في الناس هل من أحد وثق بالله فلم ينجه؟ يا بني توكل على الله ، ثم سل في الناس من ذا الذي توكل على الله فلم يكف؟ يا بني أحسن الظن بالله ثم سل في الناس : من ذالذي أحسن الظن بالله فلم يكن عند حسن ظنه به؟ يا بني من يرد رضوان الله يسخط نفسه إليه ، (٤) ومن لا يسخط نفسه لا يرضى ربه ، ومن لا يكظم غيظه يشمت عدوه ، يا بني تعلم الحكمة تشرف ، فإن الحكمة تدل على الدين ، وتشرف العبد على الحر ، و ترفع المسكين على الغني ، وتقدم الصغير على الكبير ، وتجلس المسكين مجالس الملوك وتزيد الشريف شرفا ، والسيد سوددا ، والغني مجدا ، وكيف يظن ابن آدم أن يتهيأ له أمر دينه ومعيشته بغير حكمة؟ ولن يهيئ الله عزوجل أمر الدنيا والآخرة إلا بالحكمة ومثل الحكمة بغير طاعة مثل الجسد بلا نفس ، أو مثل الصعيد بلا ماء ، ولا صلاح للجسد بغير نفس ، (٥) ولا للصعيد بغير ماء ، ولا للحكمة بغير طاعة.
_________________
(١) عقبة كأداء وكؤود : صعبة شاقة المصعد.
(٢) الاختصاص مخطوط.
(٣) في المصدر : فان افتقرت يوما.
(٤) في المصدر : يا بنى من يرد رضوان الله يسخط نفسه كثيرا.
(٥) في المصدر : لا صلاح للجسد بلا نفس.