بعضها دون البعض أدركت التفرقة على قرب ، ولما اشتركت في الدلالة على نسق واحد أشكل الأمر . ومثاله نور الشمس المشرق على الأرض ، فإنا نعلم أنه عرض من الأعراض يحدث في الأرض ، ويزول عند غيبة الشمس . . . .
ـ الدر المنثور ج ٥ ص ١٥٥
فَأَقِمْ وَجْهَكَ . . . . الآية . أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضياللهعنه قوله : فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ، قال : الدين الإسلام ، لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ، قال لدين الله .
ـ وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ، قال : دين الله . ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ، قال : القضاء القيم .
دور الفطرة في المعرفة والثقافة والحضارة
ـ تفسير نور الثقلين ج ٤ ص ١٧٥
ـ في توحيد المفضل بن عمر المنقول عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام في الرد على الدهرية :
تأمل يا مفضل ما أنعم الله تقدست أسماؤه به على الإنسان من هذا النطق الذي يعبر به عما في ضميره وما يخطر بقلبه ونتيجة فكره ، به يفهم غيره ما في نفسه ، ولولا ذلك كان بمنزلة البهائم المهملة التي لا تخبر عن نفسها بشئ ، ولا تفهم عن مخبر شيئاً ، وكذلك الكتابة التي بها تقيد أخبار الماضين للباقين وأخبار الباقين للآتين وبها تجلد الكتب في العلوم والآداب وغيرها ، وبها يحفظ الإنسان ذكر ما يجري بينه وبين غيره من المعاملات والحساب ، ولولاها لانقطع أخبار بعض الأزمنة عن بعض وأخبار الغائبين عن أوطانهم ، ودرست العلوم وضاعت الآداب ، وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في أمورهم ومعاملاتهم ، وما يحتاجون إلى النظر فيه من أمر دينهم وما روي لهم مما لا يسعهم جهله .