وفيه عنه عليهالسلام قال : معرفة النفس أنفع المعارف .
وفيه عنه عليهالسلام قال : نال الفوز الأكبر من ظفر بمعرفة النفس .
وفيه عنه عليهالسلام قال : لا تجهل نفسك فإن الجاهل معرفة نفسه جاهل بكل شئ .
وفي تحف العقول عن الصادق عليهالسلام في حديث : من زعم أنه يعرف الله بتوهم القلوب فهو مشرك ، ومن زعم أنه يعرف الله بالإسم دون المعنى فقد أقر بالطعن لأن الإسم محدث ، ومن زعم أنه يعبد الإسم والمعنى فقد جعل مع الله شريكاً ، ومن زعم أنه يعبد بالصفة لا بالإدراك فقد أحال على غائب ، ومن زعم أنه يضيف الموصوف إلى الصفة فقد صغر بالكبير ، وما قدروا الله حق قدره .
قيل له فكيف سبيل التوحيد ؟ قال : باب البحث ممكن وطلب المخرج موجود ، إن معرفة عين الشاهد قبل صفته ، ومعرفة صفة الغائب قبل عينه . قيل وكيف يعرف عين الشاهد قبل صفته ؟ قال : تعرفه وتعلم علمه ، وتعرف نفسك به ولا تعرف نفسك من نفسك ، وتعلم أن ما فيه له وبه ، كما قالوا ليوسف إنك لأنت يوسف ، قال أنا يوسف وهذا أخي ، فعرفوه به ولم يعرفوه بغيره ولا أثبتوه من أنفسهم بتوهم القلوب . . . . الحديث .
أقول قد أوضحنا في ذيل قوله عليهالسلام المعرفة بالنفس أنفع المعرفتين ، الرواية الثانية من الباب أن الإنسان إذا اشتغل بآية نفسه وخلا بها عن غيرها انقطع إلى ربه من كل شئ وعقب ذلك معرفة ربه معرفة بلا توسيط وسط وعلماً بلا تسبيب سبب ، إذ الإنقطاع يرفع كل حجاب مضروب ، وعند ذلك يذهل الإنسان بمشاهدة ساحة العظمة والكبرياء عن نفسه . وأحرى بهذه المعرفة أن تسمى معرفة الله بالله . . . . وانكشف له عند ذلك من حقيقة نفسه أنها الفقيرة إلى الله سبحانه المملوكة له ملكاً لا تستقل بشئ دونه ، وهذا هو المراد بقوله عليهالسلام : تعرف نفسك به ، ولا تعرف نفسك بنفسك من نفسك ، وتعلم أن ما فيه له وبه .
وفي هذا المعنى ما
رواه المسعودي في إثبات الوصية عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال