من بطن أمك كما تكلم عيسى بن مريم على زعمك وقد كنت قبل ذلك نبيا؟ فقال النبي (ص) إنه ليس أمري كأمر عيسى بن مريم عليهالسلام إن عيسى بن مريم خلقه الله عزوجل من أم ليس له أب كما خلق آدم من غير أب ولا أم ، ولو أن عيسى عليهالسلام حين خرج من بطن أمه لم ينطق بالحكمة لم يكن لامه عذر عند الناس ، وقد أتت به من غير أب ، وكانوا يأخذونها كما يأخذون به من المحصنات ، فجعل الله عزوجل منطقه عذرا لامه. (١)
١٧ ـ ص : الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن يحيى بن عبدالله قال : كنا بالحيرة فركبت مع أبي عبدالله عليهالسلام فلما صرنا حيال قرية فرق الماصر قال : هي هي ، حين قرب من الشط و صار على شفير الفرات ، ثم نزل فصلى ركعتين ، ثم قال : أتدري أين ولد عيسى عليهالسلام؟ قلت : لا ، قال : في هذا الموضع الذي أنا فيه جالس ، ثم قال : أتدري أين كانت النخلة؟ قلت : لا ، فمد يده خلفه فقال : في هذا المكان ، ثم قال : أتدري ما القرار وما الماء المعين؟ قلت : لا ، قال : هذا هو الفرات ، ثم قال : أتدري ما الربوة؟ قلت : لا ، فأشار بيده عن يمينه فقال : هذا هو الجبل إلى النجف ، (٢) وقال : إن مريم ظهر حملها وكانت في واد فيه خمسمائة بكر تيعبدن ، وقال : حملته تسع ساعات ، فلما ضربها الطلق خرجت من المحراب إلى بيت ديرلهم فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة فوضعته فحملته فذهبت به إلى قومها ، فلما رأوها فزعوا فاختلف فيه بنو إسرائيل فقال بعضهم : هو ابن الله ، وقال بعضهم : هو عبدالله و نبيه ، وقالت اليهود : بل هو ابن الهنة ، ويقال للنخلة التي أنزلت على مريم : العجوة.
بيان : المآصر بالمد جمع الماصر كمجلس أي المحبس ، ولعل المراد محابس الماء ، والماصر بغير مد : الحاجز بين الشيئين. والحد بين الارضين. وابن الهنة كناية عن ولد الزنا ، بأن يكون المراد بالهنة الشر والقبيح كما تطلق عليه كثيرا ، وقد يكنى به عن كل جنس ، فالمعنى ابن رجل.
١٨ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق بإسناده إلى ابن أورمة ، عن أحمد بن خالد
__________________
(١) علل الشرائع : ٣٨.
(٢) في نسخة : أي النجف.