الماء وفتحت فاها فخرجت النملة من فيها ولم يكن معها الحبة ، فدعاها سليمان (ع) وسالها عن حالها وشأنها وأين كانت ، فقالت : يانبي الله إن في قعر هذا البحر الذي تراه صخرة مجوفة وفي جوفها دودة عمياء ، وقد خلقها الله تعالى هنالك فلا تقدر أن تخرج منها لطلب معاشها ، وقد وكلني الله برزقها ، فأنا أحمل رزقها ، وسخر الله هذه الضفدعة لتحملني فلا يضرني الماء في فيها ، وتضع فاها على ثقب الصخرة وأدخلها ، ثم إذا أوصلت رزقها إليها خرجت من ثقب الصخرة إلى فيها فتخرجني من البحر ، قال سليمان عليهالسلام : وهل سمعت لها من تسبيحة؟ قالت : نعم ، تقول : يامن لاينساني في جوف هذه الصخرة تحت هذه اللجة برزقك لاتنس عبادك المؤمنين برحمتك. (١)
( باب ٨ )
* ( تفسير قوله تعالى « فطفق مسحا بالسوق والاعناق » وقوله ) *
* ( عزوجل : « وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب » ) *
الايات : ص « ٣٨ » ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب * إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد * فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب * ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والاعناق * ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب ٣٠ ٣٤.
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : « نعم العبد » أي سليمان « إنه أواب » أي رجاع إلى الله تعالى في أموره ابتغاء مرضاته « إذ عرض عليه » متعلق بنعم ، أو باذكر المقدر « بالعشي » أي بعد زوال الشمس « حب الخير » أي الخيل أو المال « عن ذكر ربي » أي آثرته على ذكر ربي. (٢)
١ ـ فس : قال علي بن إبراهيم في قوله : « ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب « إلى قوله » : حتى توارت بالحجاب » وذلك أن سليمان عليهالسلام كان يحب الخيل
__________________
(١) دعوات الراوندي مخطوط.
(٢) مجمع البيان ٨ : ٣٧٤ و ٣٧٥.