هنا فسّر الأصحاب قدسسرهم الحيض بالدّم ، حيث قالوا إنّه دم أسود عبيط ...
ثمّ إنّ معنى الحيض هو السيلان ، فيقال : حيّض الماء أي سيّله كما في القاموس وهذا أيضاً يدل على أنّ الحيض معنى حدثي ، حيث اشتق منه وليس من الجوامد ، هذا كلّه في معنى الحيض ومادّته.
أوصاف الحيض
وأمّا أوصافه فالّذي يدلّ عليه الرّوايات ويستفاد من إخبارات النِّساء أنّ دم الحيض يمتاز عن بقيّة الدّماء ، ويخرج بدفع وقوّة وحرارة ، وأنّه طريّ على خلاف المتعارف في الدم الباقي المحتبس حيث تذهب طراوته وهو المعبر عنه في الأخبار بالعبيط (١) ، وأنّه أسود ، والظّاهر أنّ المراد به كثرة الحمرة ، وإلاّ فلم يُر دم بلون السواد كالفحم.
وذكر في المتن كما ذكر غيره أنّه غليظ ، وهو وإن لم يذكر في الأخبار ولكنّه أمر محتمل الوجود في الحيض ، ويأتي ما يتعيّن به دم الحيض عند الاشتباه من غير حاجة إلى اعتبار الغلظة.
السنّ الّذي يخرج فيه الحيض
وأمّا السنّ الّذي يخرج فيه الحيض فقد أشار إليه الماتن بقوله « ويشترط أن يكون بعد البلوغ إلخ » أي إكمال تسع سنين كما في صحيحة ابن الحجاج عن الصّادق عليهالسلام « ثلاث يتزوجن على كلّ حال وعد منها الّتي لم تحض ومثلها لا تحيض قال : قلت : وما حدّها؟ قال : إذا أتى لها أقل من تسع سنين » (٢) ، هكذا
__________________
(١) كما في صحيحة حفص ، الوسائل ٢ : ٢٧٥ / أبواب الحيض ب ٣ ح ٢.
(٢) الوسائل ٢٢ : ١٨٣ / أبواب العدد ب ٢ ح ٤ ، وهذه رواية الكافي ، والّتي هي رواية الشيخ وفي سندها ابن الزّبير هي الرّواية المذكورة في : أبواب العدد ب ٣ ح ٥. وسيأتي ذكر كليهما في الصفحة ٦٨ و ٦٩.