عبدالمطلب إلى مكة وسوده أهل مكة عليهم كبر ذلك على عدي بن نوفل ، إذ مال الناس إلى عبدالمطلب وكبر ذلك عليه ، فلما كان بعض الايام تناسبا (١) وتقاولا ووقع الخصام ، فقال عدي بن نوفل لعبد المطلب : أمسك عليك ما أعطيناك ، ولا يغرنك ما خولناك ، فإنما أنت غلام من غلمان قومك ، ليس لك ولد ولا مساعد فبم تستطيل علينا ولقد كنت في يثرب وحيدا حتى جاء بك عمك إلينا ، وقدم بك علينا ، فصارلك كلام ، فغضب عبدالمطلب لذلك ، وقال له : يا ويلك تعيرني بقلة الولد ، لله علي عهد وميثاق لازم ، لان رزقني الله عشرة أولاد ذكورا وزاد عليهم لانحرن أحدهم إكراما وإجلالا لحقه ، وطلبا بثاري (٢) بالوفاء ، اللهم فكثر لي العيال ، ولا تشمت بي أحدا ، إنك أنت الفرد الصمد ، ولا أعاين بمثل قولك أبدا (٣) ، ثم مضى وأخذ في خطبة النساء والتزويج حرصا على الاولاد ، ثم تزوج بست نساء فرزق منهن عشرة أولاد ، وكل امرأة تزوجها هي كانت ذات حسن وجمال وعز في قومها ، منهن منعة بنت حباب الكلابية (٤) ، والطائفية (٥) الطليقية بنت غيدق اسمها سمراء ، وهاجرة الخزاعية ، وسعدى بنت حبيب الكلابية ، وهالة بنت وهب ، وفاطمة بنت عمرو المخزومية ، وأما منعة بنت الحباب فإنها ولدت له الغيداق واسمه الحجل ، وإنما سمي الغيداق لمروته وبذل ماله ، وأما الفرعى (٦) فولدت له أبا لهب واسمه عبدالعزى ، وأما سعدى (٧) فولدت له ولدين : أحدهما ضرار ، والآخر العباس ، وأما فاطمة فولدت له ولدين : أحدهما عبد مناف ، ويقال له : أبوطالب
_________________
(١) تسابا خ ل.
(٢) لثارى خ ل.
(٣) قوله أحدا خ ل.
(٤) في المصدر : بغلة بنت حسان الكلبية : وفي تاريخ اليعقوبى : ممنعة بنت عمرو بن مالك بن نوفل الخزاعى.
(٥) لم يذكر الطائفية في المصدر.
(٦) لم تسبق قبل ذلك ولعلها الخزاعية. وذكر اليعقوبى أن اسما لبنى بنت هاجر بن عبدمناف بن ضاطر الخزاعى.
(٧) في تاريخ اليعقوبى : اسمها نتيلة بنت جناب بن كليب بن النمر بن قاسط.