٣٨ ـ يج : روي أن أعرابيا قال : يارسول الله هلك المال ، وجاع العيال ، فادع الله لنا ، فرفع يده وما وضعها حتى ثار (١) السحاب أمثال الجبال ، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأينا المطر يتحادر (٢) على لحيته ، فمطرنا إلى الجمعة ، ثم قام أعرابي فقال : تهدم البناء ، فادع ، فقال : « حواليناولا علينا » فما كان يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا تفرجت حتى صارت المدينة مثل الجوبة ، وسال الوادي شهرا ، فضحك رسول الله (ص) فقال : لله در أبي طالب لو كان حيا قرت عيناه (٣).
بيان : قال الجزري : في حديث الاستسقاء حتى صارت المدينة مثل الجوبة ، هي الحفرة المستديرة الواسعة ، وكل منفتق بلا بناء جوبة ، أي حتى صار الغيم والسحاب محيطا بآفاق المدينة.
٣٩ ـ يج : روي أن النبي صلىاللهعليهوآله لما نادى بالمشركين ، واستعانوا عليه دعا الله أن يجدب بلادهم ، فقال : «اللهم سنين كسني يوسف ، اللهم اشدد وطأتك على مضر» فأمسك المطر عنهم حتى مات الشجر ، وذهب الثمر ، وفني المواشي ، وعند ذلك وفد حاجب بن زرارة على كسرى فشكى إليه يستأذنه في رعي السواد ، فأرهنه قوسه (٤) ، فلما أصاب مضر البأس الشديد عاد النبي صلىاللهعليهوآله بفضله عليهم ، فدعا الله بالمطر لهم.
قب : ابن عباس ومجاهد مثله (٥).
__________________
(١) أى ارتفع.
(٢) يتحادر أى ينزل.
(٣) حيث كان يقول : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للارامل
(٤) فارهنه فرسه خ ل.
(٥) مناقب آل أبى طالب ١ : ٧٢ ، ألفاظ الحديث فيه هكذا : ابن عباس ومجاهد في قوله تعالى : « ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة » جاء خباب بن الارت فقال : يا رسول الله ادع ربك ان يستنصر لنا على مضر ، فقال : إنكم لتعجلون ، ثم قال بعد كلام له : « اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعل عليها سنين كسنى يوسف عليهالسلام » وفى خبر : « اللهم سبعا كسنى يوسف » فقطع الله عنهم المطر حتى مات الشجر وذهب الثمر وأجدبت الارض وماتت المواشى واشتووا القد وأكلوا العلهز فعطفوه وعطف ورغب إلى الله فمطروا وامطر اهل المدينة مطرا خافوا الغرق و انهدام البنيان : فشكوا ذلك إليه فقال : اللهم حوالينا ولا علينا ، فاطاف بها حولها مستديرا وهى في فجوته كالدارة.