١٥
الحسين عليهالسلام كتاب الله التكويني
جرت عادة الصحف منذ سنوات أن تفرّد عدداً خاصا في الحسين سلام الله عليه عند رأس السنة مستهل محرم من كل عام فيستنهضون أقلام الكتاب و يشحذون عزائهم لتحبير المقالات ، فيأخذ كل كاتب او شاعر او خيب ناحية من نواحي واقعة الطف ويكتب فيها ما تملى عليه قريحته وتواتيه قدرته ، وكنا كتبنا في فواتح عدة من الصحف في مستهل النسوات الغابرة ما لو جمع لجاء مؤلفاً مستقلاً وكتابا فذاً ، أما لو جمع ما كتبه العلماء والأدباء والشعراء والخطباء في تلك الفاجعة.
نعم لو جمع كل ما قيل في تلك الفاجعة
الدامية من بدء حدوثها الى اليوم لأستوعب الوف الكتب والمؤلفات وبرزت منه دائرة معارف كبرى لم يأت لها الدهر بنظير ، وليس هذا هو الغرض من كلمتي هذه وانما المقصود بالبيان : أن نهضة الحسين عليهالسلام على
كثرة ما نظّم الشعراء فيها ممّا يجمع مئات الدواوين وأكثر منها الخطب والمقالات وألوف المؤلفات هل ترى أن كل ذلك وجميع اولئك أحاطوا بكل مزاياها ؟ وأحصوا جميع خصائصها وخفاياها ؟ ووصلوا الى كنه أسرارها وعجائبها ؟ كلاّ فان اسرار تلك الشهادة ومزاياها لا تزال تتجدد بتجدد الزمان