٢٢
سؤال عن تضحية أصحاب الحسين عليهالسلام
ذكر المؤرخون وأهل السير بأن الحسين عليهالسلام أحلّ أصحابه من بيعته يوم كربلاء وأذن لهم بالانصراف وقد أبوا الاّ مواساته ، فان صح ذلك فكيف يحلّهم من بيعته والحال انه خلاف الضرورة من دين المسلمين : من مات وليس في عنقه بيعة لامام زمانه مات ميتة جاهلية ؟ فكيف يأمرهم عليهالسلام بذلك ؟ ويقول لهم أنتم في حل من بيعتي مع ما يترتب عليه من المحذور وهو ميتة الكفر ، ثم أليس الجهاد معه واجب ؟ وحفظه عليهالسلام على الامّة واجب ؟ فكيف يأمرهم بترك الواجب وقد صمّموا على الجهاد والدفاع عنه حتى الممات ؟ ولما كان امره واجب الطاعة فكيف لم يتفرقوا عنه حينما أمرهم بالتفرق عنه ؟ فبقائهم معه مع امره بالتفرق عنه معصية وحاشاهم المخالفة لامر امامهم ونهيه وهم العالمون بأن طاعته واجبة.
وان قيل : انه اراد اختبارهم واقامة
الحجة عليهم. فيقال : هذا لايصح لان الاختبار انما يصح مع مشكوك الحال او معلوم النفاق عند المختبر ( بالكسر ) لتتمّ الحجة عليه في ذلك الحال ، أما هؤلاء الصفوة والعلماء الابرار فان ذلك لهم من قبيل تحصيل الحاصل لانهم رضوان الله عليهم بأعلى مراتب الايمان والتقوى وانهم