٤٣
وجه الحكمة لاختصاص الأمم بالأنبياء عليهمالسلام
الاول : السؤال عن وجه الحكمة في اختصاص بعض الامم والبلدان ببعض الانبياء الذين دعوتهم ( عند كافة اهل الاديان ) عامة لجميع البشر ، فبماذا خصّ العرب بخاتم الانبياء صلىاللهعليهوآله واليهود بالمسيح عليهالسلام وبني اسرائيل بالكليم عليهالسلام وحرم منهم الهند والفرس والصين وامثالهم من الامم ذات الحول والطول والكثرة والقوّة ، فكان الواجب على الله سبحانه من باب اللطف لايخلى بقعة من الارض الا وبعث في اهلها رسولا اقول : ان لسئوالك جوابين اجمالي اقناعي وآخر تفصيلي ...
امّا الاول : فلا يخلو اما ان يكون بين السايل والمجيب اصول موضوعية ومبادى مسلمة ام لا وأعني بتلك المبادىء اعتراف الطرفين بان للكائنات صانعاً حكيما واجب الوجود وانه ارسل اولئك الرسل المدعين للنبوة المؤيدين بالمعجزة وانهم رسل حق من ذلك الصانع الحكيم ، فان لم تكن هذه المبادى مسلمة لزم النظر فيها اولا والبحث في وجه الاختصاص والسؤال عن الحكمة فيه ولا وجه له بل لا مجال له قبل تلك المبادى.
واما بعد اثباتها او بعد تسالمها عليها
فايضاً لاوجه ولامجال له اذ بعد الاعتراف