٥٦
ما الحكمة في تعدّد ازواج النبي صلىاللهعليهوآله
الجواب
انّنا لو أردنا أن نكتب مألّفا خاصّاً
في الحكم ، والمصالح التي اشتملت عليه هذه الشرعة النبوية والسياسة المحمديّة لكان يلزمنا القيام بأكبر مؤلف وقد لانحيط بسائر الجهات منها ، نعم نعلم على الجملة انّ اقترانه بكلّ واحدة من تلك الزوجات كانت المصلحة في تلك الظروف المعيّنة يقتضى وجوبه الختمي ، وللمجموع أعني لمجموع التعدّد اجمالا حكم ومصالح أيضاً توجبه وتلزم به ، لايسعنا ايضاح تلك المصالح جميعاً ولكن نشير الى واحدة منها اشارة اجمالية وهي : أنّه سلام الله عليه أراد أن يضرب المثل الاعلى والبرهان الاتمّ الاجلى
لنفسه الملكوتية ومقدار رزانتها ، وقوة استقامتها وعدلها ، وعدالتها ، وكلّ أحد يعلم کيف
تتلاعب النساء بأهواء نفوس الرّجال وتتصرّف فيها حسب ما تشاء ، كما يعلم كل أحد ما بين النساء والزوجات من التنافس ، والغيرة ، واعمال الدسائس والمكائد فيما بينهن ، واضطراب حبل النظام العائلي والقلق الداخلى ، وهذه الذات المقدسة