٥٩
الزّكاة والاشتراكية الصحيحة
والتعاون في الاسلام
لما قضت العناية الازلية ؛ والحكمة البليغة لبقاء هذا النوع ( البشر ) أن يكونوا مختلفين غير متساويين في القوى والملكات والافهام والذكاء كاختلافهم في الاخلاق والصفات والخلق والهيئات ، وكاختلافهم في الغنى والفقر ، والسعادة والشقاء ، ولو كانوا جميعاً في رتبة واحدة من الذكاء والفقر والغنى والسعادة والعنا لهلكوا جميعاً ، والى هذا اشار الامام الجواد عليهالسلام في كلمة موجزة من ابلغ الكلمات القصار ، حيث يقول : ( لو تساويتم لهلكتم ) ؛ وهذا جلي واضح لاحاجة الى ايضاحه ، ولكن لازم هذا الاختلاف الواسع والتباين الشاسع لحفظ بقاء النوع هو التعاون مع رعاية التوازن والتعاون ضرورة من ضرورات الحياة ، وهو في الجملة غريزة وطبيعة قضت به حاجة بعضهم الى بعض ، وتبادل المنفعة وتكافى المصالح ، وبه يتمّ النظام وتحفظ الهيئة الاجتماعية وهذا التعاون التي تدفع اليه الحاجة وتدعو له الضرورة هو في غنى عن الحثّ والبعث اليه.
وانّما الذي يحتاج الى التشريع والبعث
اليه هو التعاون بلاعوض وعمل الخير