٦٥
وفات الامام موسى الكاظم عليهالسلام
قال الخطيب البغدادي هو من أعاظم علماء العامّة وثقات المؤرخين وقدمائهم في تاريخ بغداد ونقله عنه ابن خلّكان في كتابه (١) قال كان موسى يدعى العبد الصالح من شدّة عبادته واجتهاده روى انه دخل مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله فسجد سجدة في اوّل الليل فسمع وهو يقول : عظم الذنب من عندي فليحسن العفو من عندك يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة. فجعل يردّدها حتى أصبح وكان سخيّا كريماً وصفوها حليماً ، فكان يبلغه عن الرجل انه يأذيه فيبعث اليه بصرة فيها ألف دينار ، ثم يزداد في اكرامه وكان يصرّ الصرر ثلثمأة دينار واربعمأة دينار ومأتي دينار ثم يقسمها بالمدينة النتهى.
اقول : وقد عاصر سلام الله عليه أربعة من خلفاء الجور أواخر المنصور ثم المهدى ثم الهادي ثم هارون الرشيد وكلّهم تصدى لقتله وايذائه وأبدى صفحته لهتكه وظلمه قال الخطيب : كان موسى عليهالسلام يسكن المدينة فاقدمه المهدي بغداد ،
__________________
(١) انظر ، ج ٤ ص ٣٩٣ ط مصر.