١٣
بني هاشم ، وبني امية والحسن عليهالسلام ومعاوية
العداوات ، والتباغض بين الافراد والقبائل ، والجماعات غريزة بعيدة المدى في طبيعية البشر من أول عهده ، وبدء وجوده على هذه الكرّة من عهد هابيل وقابيل مستمرة في جميع الاجيال الى هذا الجيل ومنشأ العداوة وبواعثها غالبا هو التنافس والتعالي والأنانية التي تدفع الى حب الاثرة والغلبة السيطرة ، والاستيلاء على مال او جاه ؛ أو ولاية وامرة ، وأنكى العداوات ، العداوات التي تبعث عن ترة وطلب ثار وغسل عار وللتشفى والانتقام ، ولكن اسوأ العداء ، أثراً ، وأبعده مدى ، والذي يستحيل تحويله ولايمكن زواله هو عداوة الضدية الذاتية ، والمباينة الجوهرية كعداوة الظلام للنور ، والرذيلة للفضيلة ، والقبح للحسن ، والشرّ للخير وامثال ذا.
فان هذا العداوة والتنافر يستحيل من أن
يزول الاّ بزوال احدهما اذ كل يضاد الاخر في اصل وجوده وطباع ذاته ، وكل واحد يمتنع على الاخر فلا يجتمعان ولا يرتفعان ؛ فالذوات الشريرة بذاتها وفي جوهرها تضاد الذوات الخيرة وتعاديها ، وكلها واحد من هذين المتضادين المتعاندين يجد ويجتهد في ازالة الآخر