واختلافه عن القصص الدنيوي أدركنا المستشرق الألماني ( هورفيتش ) يبدي كثيرا من الملاحظات الدقيقة والمعلومات الصائبة في معالجة النصوص القصصية في القرآن الكريم ، ويكشف عن الجانب التأريخي القصص الأنبياء والأولياء والصالحين وعلاقة ذلك كله بمبدإ النبوة في القرآن.
وغير غريب أن نلمس الجانب الصوفي والمناخ الروحي في قصص الهجادة في القرآن ، ومصادر القصص الإسلامية وقصص الأنبياء في القرآن ، وقصص أهل الكتاب ، وأهل الكهف في القرآن ، وعناصر هذه القصص ورجالها وأدوارها (١).
ولقد كانت الموضوعية أكثر شيوعا في الأبحاث اللغوية الأصلية ، وقد كشف الأستاذ ( فرانكيل ) في رسالته للدكتوراه ( الكلمات الأجنبية في القرآن ) عمقا جديدا في مراحل فقه اللغة العربية ، وأثر القرآن الكريم في تطوير المفهوم اللغوي منذ مراحله الأولى ، وقد جدد هذا الفهم الأستاذ ( كاله ) في بحثه القرآن والعربية ، و ( بيكر ) في قواعد لغة القرآن في دراسات ( نولدكه ).
وكان لبلاغة القرآن نصيبها المحدود في دراسات المستشرقين ومما ينوه به ما بحثه الأستاذ ( بول ) في التشبيه والتمثيل في القرآن ، ( ربسون ) في الإعجاز في القرآن ، و ( ستانتون ) في بيان القرآن ، و ( كريستنس ) في سحر الآيات القرآنية (٢).
وفيما عدا هذه الأبواب ، لاحظنا عن كثب جمهرة لا يستهان بها من الدراسات المتنوعة لعدة جوانب من القرآن في كتابته ، وتدوينه ، وروايته ، وجمعه ، وفواصله ، ومصادره ، ومنتخباته ، وتفسيره ، ومتشابهه ، وقوانينه ، وتلاوته ، وقراءاته ، ولهجاته ، ... إلخ.
ان نقد هذه الدراسات وتقويمها ، يحتاج إلى توافر على مصادرها ومراجعها ، وهي بلغات متعددة ، ولا يتيسر أغلبها إلا في جامعات الغرب
__________________
(١) ظ : فيما سبق : الفصل الرابع : الفن القصصي.
(٢) ظ : فيما سبق : الفصل الرابع : بلاغة القرآن.