وهي تعني رب جميع المخلوقات ، وليس الأمر كذلك ، فالقرآن يؤكد على العوالم المرئية وغير المرئية المستحضرة في الذهن والغائبة عنه مما نعلمه ، ومما لا نعلمه ورب المخلوقات يحدد المعنى ولا يشمل إطلاقه في دلالته الواسعة.
وفي ضوء ما تقدم من مشكلات بلاغية يبدو أن ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية تفقد في كثير من أبعادها جملة من الدلالات اللفظية ، ويتعذر عليها الإحاطة بالتركيب الجملي كما عليه النص القرآني والأهم من هذين يتضح أن الوفاء بالنظم القرآني ، والتمكن من سياقه التركيبي مسألة ذات أبعاد معقدة في الترجمة ، لا يصح معها أن تعتبر الترجمة في كل صورها قرآنا ، ولا يبدو منها أن تتحقق الترجمة في مسماها على الإطلاق.
وفي مثل هذه النتيجة ، ليس باستطاعتنا أن نسمي ما تعارف عليه المستشرقون بترجمات القرآن ترجمات ، بل هي تعابير عن بعض المفاهيم القرآنية بلغات أجنبية ، هذا مع أمانتها ودقتها وبدونهما ينتفي الموضوع جملة وتفصيلا.
وتأسيسا على ما سبق فإن بامكان الأيدي الأمينة ، أن تترجم مفاهيم القرآن وتعاليمه ، وذلك شيء ، والقرآن بعدها شيء آخر. ومن أجل رسالة القرآن الإنسانية ، فإن ترجمة مفاهيمه قد تحقق هذا الغرض الديني وان فاتها الغرض الفني ، لأن الترجمة بمدلولها الاصطلاحي لا يمكن تحقيقها ، بل يتحقق جزء منها ، وعلى هذا فالتسميات الشائعة قد تكون من قبيل تسمية الكل باسم الجزء في أسلم الأحوال.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.