( الاصوات الاصلية ذات المخارج المحققة )
قال سيبويه : أصل حروف العربية تسعة وعشرون حرفا (١) وقال ابن سنان فى سر الفصاحة :
الحروف تختلف باختلاف مقاطع الصوت حتى شبه بعضهم الحلق والفم بالناى لأن الصوت يخرج مستطيلا ساذجا فاذا وضعت الأنامل على خروقه ووقعت المزاوجة بينها سمع لكل حرف منها صوت لا يشبه صاحبه فكذلك اذا وقع الصوت فى الحلق والفم بالاعتماد على جهات مختلفة سمعت الأصوات المختلفة التى هى حروف ولهذا يوجد فى صوت الحجر وغيره لأنه لا مقاطع فيه للصوت وليس يحتاج الى حصر الحروف التى يتعلق بها وانما الغرض ذكر ما فى اللغة العربية هى التى كلامنا عليها لأن فى غيرها من اللغات حروفا ليست فيها كلغة الأرمن وما جرى مجراها (٢).
وقال يحيى اليمنى فى كتاب الطراز : ما من واحد من الأحرف ...
العربية الا وهو مختص بنوع فضيلة لكنها متفاوتة فى الصفاء والرقة ولهذا فانك تجد ( العين ) انصع الحروف جرسا وألذّها سماعا والقاف مختصة بالوضوح والمتانة وشدة الجهر فاذا وقعا فى كلمة حسناها لما فيهما من تلك المزية وهكذا كل حرف منها له مزية لا يشاركه فيها غيره فسبحان من انفذ فى الأشياء دقيق حكمته واحكم المكونات بعجيب صنعته فمتى روعيت هذه الاعتبارات وألّفت الكلمة من هذه الأحرف السهلة كان الكلام فى نهاية العذوبة وجرى على اسلات الألسنة بالسلاسة وخفة المنطق وهذا هو المراد بكون الكلام فصيحا كما سنوضح القول » (٣)
__________________
(١) الكتاب ج ٢ ص ٤٠٤ ط بولاق
(٢) سر الفصاحة ص ٢٦ ط بيروت دار الكتب العلمية.
(٣) الطراز ج ١ ص ١٠٦ ط ١ بيروت دار الكتب العلمية.