ولما فيه من التنفير وصرف الاسماع خصوصا عند استعمال مكبرات الصوت فان الذى يقطع به حينئذ أن ذلك يتنافى مع صدور الصوت والتلاوة بشكل ترهف له الاسماع وتهش له القلوب وتنقاد اليه النفوس ويحسن الاصغاء اليه ويجمل استماعه والاقبال على تدبر معانيه والالتذاذ بر حيق مشكاة علومه وبلاغه وانذاره يضاف الى ذلك ما ورد فى القرآن الكريم من ذم ذلك فى موضع متعددة والنهى عنه منها قوله تعالى : ( وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) ( لقمان ـ ١٩ )
وقوله : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ) ( الحجرات )
بل ما ورد من مدح اعتدال الصوت واتزانه فى قوله تبارك شأنه :
( وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً ) ( طه ـ ١٠٨ )
( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى ) ( الحجرات ـ ٢ )
وروى الطبرسى فى الاحتجاج مرسلا عن النبى صلىاللهعليهوآله قال : لا يأذن الله لشىء من أهل الأرض الا الأصوات المؤذنين وللصوت الحسن بالقرآن » (١).
كراهة رفع الصوت فى المساجد
روى النعمان فى دعائمه عن على عليهالسلام قال نهى رسول الله صلىاللهعليهوآله ان تقام الحدود فى المساجد وان يرفع فيها الاصوات وان ينشد فيها الضالة او يسلّ فيها السيف ويرمى فيها بالنبل او يباع فيها او يشترى او يعلق فى القبلة منها سلاح او يبرى نبل.
وكذا روى الشيخ فى الموثق عن على بن اسباط عن بعض رجاله قال : قال ابو عبد الله عليهالسلام جنبوا مساجدكم البيع والشراء والمجانين والصبيان والأحكام
__________________
(١) الاحتجاج ص ٣٩٥.