والضالة والحدود ورفع الصوت.
قال العلامة المجلسى ( قده ) فى ذيل شرحه على هذا الخبر :
المشهور بين الأصحاب رضوان الله وتعالى عليهم كراهة رفع الصوت فى المسجد مطلقا وان كان فى القرآن للأخبار المطلقة واستثنى فى هذا الخبر ذكر الله وكذا فعله ابن الجنيد ولعله المراد فى سائر الأخبار لحسن رفع الصوت بالأذان والتكبير والخطب والمواعظ فيها وان كان الأحوط عدم رفع الصوت فيما لم يتوقف الانتفاع به عليه ومعه يقتصر على ما تتأذى به الضرورة ، اه
المراتب الكمية للصوت فى الاصطلاح
وهى تنقسم عند علماء هذا الفن بحسب ما اصطلحوا عليه الى ثلاث مراتب : ( الأولى ) التحقيق أو الترتيل اما الأول فهو مصدر من حققت الشيء تحقيقا اذا بلغت يقينه ومعناه الاتيان بالشىء على حقه من غير زيادة فيه ولا نقصان فهو بلوغ حقيقة الشيء والوقوف على كهنه.
واما الثانى فهو مصدر من رتل زيد كلامه اذا اتبع بعضه بعضا على مكث وتفهم وترسّل فيه من غير عجلة وأحسن تأليفه وسبكه ونظمه وبيان حروفه بحيث يتمكن السامع من عدها مأخوذ من قولهم ( ثغر رتل ومرتل ).
( الثانية ) الحدر بفتح الحاء وسكون الدال المهملتين مصدر من حدر بفتح الدال يحدر بضمها اذا أسرع فهو من الحدور الذى هو الهبوط لأن الاسراع من لازمه بخلاف الصعود ويراد به فى الاصطلاح ادراج القراءة وسرعتها مع ايثار الوصل واقامة الاعراب ومراعاة تقويم وتمكين الحروف وهو ضد التحقيق ومما ينبغى فيه الاحتراز عن بتر حروف المد واختلاس اكثر الحركات وعن التفريط الى غاية لا تصح بها القراءة ولا يوصف بها التلاوة وهذا النوع من القراءة مذهب ابن ابن كثير وابى جعفر وسائر من قصر المد المنفصل كأبى عمر ويعقوب.