احكام السين والصاد
جاء فى كتاب مقامات الحريرى فى ضبط ما يكتب بالسين والصاد :
اذا شئت فاكتب ما أبيّنه |
|
وان تشأ فهو بالصادات يكتتب |
مغس وفقس ومصطار ومملس |
|
وسالغ وصراط الحق والسقب |
وسابغان وسقر والسويق ومسلاق |
|
وعن كل هذا تفصح الكتب |
ومن الكتاب المذكور المغس الرجع المتعرض فى الجوف وهو مسكّن الغين والفقس البيضة والمسطار الخمرة المرّة ، ويقال لها السطارة أيضا والمملس الذى يسقط من يديك ولا تدرى والسالغ آخر أسنان ذوات الظلف والسقب القرب والسابغان جانب الفم ، والمسلاق الشديد الصوت ومنه قوله تعالى : « سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ ».
وفى كشكول البحرانى قال : يحكى ان النضر مرض فدخل عليه قوم يعودونه منهم أبو صالح فقال له مسح الله ما بك فقال : قل بالصاد مصح الله أى ذهب وتفرق فقال له الرجل ان السين تبدل من الصاد؟ فقال له النضر : اذا أنت أبو صالح ثم قال ويشبه هذه النادرة ان بعض الأدباء جوّز بحضرة الوزير ابن فرات أن تقام السين مقام الصاد فى كل موضع فقال الوزير تقرأ « جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم » أو من سلح؟ فخجل الرجل ثم قال : والذى ذكره أرباب اللغة فى جواز بدل الصاد من السين ان كل كلمة كان فيها سين وجاء بعدها فى آخر الكلمة الحروف الأربعة وهى : الطاء ، والخاء ، والعين ، والقاف ، فيقول السّراط والصراط ، وسخّر وصخّر لكم ، ومسبغة ومصبغة ، وفى صيقل سيقل وقس على هذا انتهى كلامه زيد فى اكرامه.
وقال العكبرى فى الاملاء والبيان السراط بالسين هو الأصل ، لأنه من سرط الشيء اذا بلعه وسمى الطريق سراطا لجريان الناس فيه كجريان الشيء المبتلع.