وحمله على التقية اظهر ظهور فى المقام حيث لم يثبت تلك الدعوى الا من طرقهم ولا يخفى ما فى قول الفاضل الهندى فى كشف اللثام حيث قال :
انما هو ( أى التأمين ) كلمة تقال وتكتب للختم كما روى انها خاتم رب العالمين وقيل انها يختتم بها براءة أهل الجنة وبراءة اهل النار وان كان من اسماء الله تعالى كما ارشد فى معانى الاخبار عن الصادق عليهالسلام. اه من الضعف وقال الشافعى يستحب للامام والمأموم وهو يروى عن ابن عمر وابن الزبير وبه قال عطا وأحمد واصحاب الرأى وقال مالك لا يسن للامام.
وقال المرتضى رضوان الله تعالى عليه فى الانتصار :
دليلنا على ما ذهبنا اليه اجماع الطائفة على ان هذه اللفظة بدعة وقاطعة للصلاة وطريقة الاحتياط ايضا لأنه لا خلاف فى انه من ترك هذه اللفظة لا يكون عاصيا ولا مفسدا لصلاته وقد اختلفوا فيمن فعلها ( اى العامة ) فذهبت الامامية الى انه قاطع لصلاته.
والاحوط تركها ايضا وايضا فلا خلاف فى ان هذه اللفظة ليست من جملة القران ولا مستقلة بنفسها فى كونها دعاء او تسبيحا فجرى التلفظ بها مجرى كل كلام خارج عن القرآن والتسبيح.
فاذا قيل هى تأمين على كل دعاء سابق لها وهو قوله عز وجل : ( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) قلنا الدعاء انما يكون دعاء بالقصد ومن يقرأ الفاتحة انما قصده التلاوة دون الدعاء وقد يجوز ان يقرأ من قصد الدعاء ومخالفنا يذهب الى انها مسنونة لكل فصل من غير اعتبار من قصده الى الدعاء واذا ثبت بطلان استعمالها فيمن لم يقصد الى الدعاء ثبت ذلك فى الجمع لأن أحدا لم يفرق بين الامرين اه (١).
__________________
(١) الانتصار ص ٤٢ ـ ٤٣ ط النجف سنة ١٣٩١ ه