( الفصل الثانى )
فى البناء القرآنى الذاتى والكيانى :
لقد مضى على انزال القرآن الكريم المعجزة الخالدة للرسالة النبوية الخاتمة اكثر من اربعة عشر قرنا ولا زال غضا طريا كيوم انزاله وبعثته على الرغم من تمادى الاحقاب وطول الشقة الزمنية وبعد العهد.
وعلى الرغم من تطور العقلية البشرية واسهامها فى انماء الحياة المادية بشتى صورها وانشائها مدنية عصرية تحكمها العقول الالكترونية وتدير مرافقها بشكل يخلب الانظار ويبهر العقول والأفكار فاننا لا زلنا نجد القرآن الكريم يتحدى الذهنية البشرية بكل ما أوتيت من امكانات فنية وتقنية على الاتيان بمثله ومضارعته ويخاطبها بنفس صورة التحدى التى خاطب بها أعتى اعدائه واشدهم قساوة فى وهلته الاولى.
وقد كان فيهم من كان من أسود الفصاحة وفرسان البلاغة والنباهة ممن لا ينكر فضله ولا يشق غباره بقوله :
« قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً » ( الاسراء ـ ٨٨ ).
« أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ » ( هود ـ ١٣ ).