ابن جزى وكتابه التسهيل
أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن جزى الكلبى الغرناطى من مشاهير العلماء بغرناطة ، وذوى الأصالة والنباهة فيها.
كان رحمهالله على طريقة مثلى من العكوف على العلم ، والاشتغال بالنظر والتقيد والتدوين ، جمع إلى الفقه جودة الحفظ واتقان التفسير ، وشارك فى كثير من الفنون كالعربية والأصول والقراءات بالحديث والأدب ، وجمع فى مكتبة العديد من الكتب المفيدة والمراجع المهمة ، وتولى الخطابة بالمسجد الأعظم فى بلده على حداثة سنه ، فاتفق على فضله واشتهر جده وعلمه ..
وكان رحمهالله مستغرقا فى همه ، وهمه بلوغ القمة فى علوم الشريعة ، وتحصيل ما يستطيع تحصيله ، وبث ذلك فى الناس ونشره ، ومما يعبر عن ذلك قوله :
لكل بنى الدنيا مراد ومقصد |
|
وان مرادى صحة وفراغ |
لأبلغ فى علم الشريعة مبلغا |
|
يكون به لى فى الحياة بلاغ |
ففي مثل هذا يستزيد اولوا النهى |
|
وحسبى من الدنيا الغرور بلاغ |
فما العيش إلا فى نعيم مؤبد |
|
به العيش رغد والشراب يساغ |
قرأ على الأستاذ أبى جعفر بن الزبير واستفاد منه فى العربية والفقه والحديث والقراءات وعلى ابى عبد الله بن العماد ، ولزم الحافظ بن رشيد ، ولازم الخطيب الفاضل أبا عبد الله بن برطال والاستاذ النظار المتفنن أبا القاسم قاسم بن عبد الله ..
وقد انتج ابن جزى فى مجال نشاطه كثيرا من المؤلفات منها :
الأنوار السنية فى الكلمات السنية.