الإمام البيضاوى ومنهجه فى التفسير
هو الإمام عبد الله بن عمر بن محمد بن على الشيرازى ، أبو سعيد أبو الخير ناصر الدين البيضاوى من قرية يقال البيضاء لها من بلاد فارس ولى القضاء بشيراز وفسر القرآن ، وألف فى كثير من الفنون وتيسر له هذا المنصب بعد حادثة دلت على نبوغه ، وكشفت عن عبقريته ..
لقد دخل تبريز ، فصادف دخوله إليها مجلس درس قد عقد بها لبعض الفضلاء ، فجلس القاضى ناصر الدين فى اخريات القوم ، بحيث لم يعلم به أحد فذكر المدرس نكتة زعم أن أحدا من الحاضرين لا يقدر على جوابها ، وطلب من القوم حلها ، والجواب عنها ، فإن لم يقدر فالحل فقط فان لم يقدر فإعادتها فلما انتهى من ذكرها شرع القاضى ناصر الدين فى الجواب فقال له :لا اسمع حتى اعلم أنك فهمتها ، فخيره بين اعادتها بلفظها أو معناها ، فبهت المدرس ، وقال : اعدها بلفظها ، فاعادها ثم حلها وبين أن فى ترتيبه اياها خللا ، ثم اجاب عنها ، وقابلها فى الحال بمثلها ، ودعا المدرس إلى حلها ، فتعذر عليه ذلك ، فاقامه الوزير من مجلسه ، وادناه إلى جانبه وسأله من انت؟ فاخبره انه البيضاوى ، وأنه جاء فى طلب القضاء بشيراز ، فاكرمه ، وخلع عليه فى يومه ، ورده وقد قضى حاجته ..
كان إماما علامة ، عارفا بالفقه والتفسير وأصول الفقه وأصول الدين والعربية والمنطق وكان عالما بفنون المناظرة وآداب المناقشة ، صالح السلوك ، مجتهدا فى العبادة ، زاهدا فى متاع الدنيا الفانى ، شافعى المذهب ..