الإمام جمال الدين القاسمى وتفسيره محاسن التأويل
من علماء الشام الكبار المحقق المدقق العالم الجليل جمال الدين ابن محمد سعيد بن قاسم القاسمى.
ولد فى سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف ونشأ فى حجر والده وتلقى مبادئ العلوم الدينية والشرعية على يديه ثم تلقى سائر العلوم على كثير من علماء عصره ومن أبرزهم الشيخ بكرى العطار والشيخ عبد الرازق البيطار.
مدحه أمير البيان شكيب ارسلان فكان مما قال عنه : كان فى هذه الحقبة الأخيرة جمال دمشق ، وجمال القطر الشامى بأسره فى غزارة فضله وسعة علمه.وشفوف حسه وذكاء نفسه وكرم اخلاقه وشرف منازعه وجمعه بين الشمائل الباهية والمعارف المتناهية.
وقد سما فى العلم والفضل وعلا فى سماء الشهرة والمجد حتى صار هو والشيخ عبد الرازق البيطار علمين من أعلام الشام تشابها كما يقول الأمير شكيب فى سماحة الخلق ورجاحة العقل ونبالة القصد وغزارة العلم والجمع بين العقل والنقل والرواية والفهم ولم يكن فى وقتهما أعلى منهما فكرا وأبعد نظرا وأثقب ذهنا فى فهم المتون والنصوص والتمييز بين العموم والخصوص ، وكان وجودهما ضربة شديدة على الحشوية ، الفرقة المجسمة فى العقائد تلك الطبقة الجاحدة التى صارت هى وأمثالها حجة على الاسلام فى تدهوره ، وقال عنه الشيخ رشيد رضا :