الأستاذ رشيد رضا وتفسيره
أحد رجال الاصلاح الاسلامى : محمد رشيد بن على رضا بن محمد شمس الدين القلمونى المنشأ البغدادى الاصل الحسينى النسب ، من الكتاب العلماء بالحديث والادب والتاريخ والتفسير ، وهو صاحب مجلة المنار المشهورة التى كانت منارا للفكر والاصلاح الاجتماعى فى العصر الحديث.
نشأ صاحبنا وترعرع فى بلدة القلمون ـ من أعمال طرابلس الشام ـ ودرج فيها طالبا للعلم ساعيا فى تحصيله فيها وفى مدينة طرابلس وجاشت عاطفته فى صباه بالشعر وظهرت كتاباته فى الصحف والمجلات فلمع نجمه وعرف من بين الكتاب.
وكانت مصر كنانة الله فى أرضه منارا خاصا بأشهر العلماء ومنهم الإمام الأستاذ محمد عبده وطبقته من العلماء المشهورين فى ذلك الوقت حتى إذا كان العام الخامس عشر بعد الألف والثلاثمائة للهجرة رحل الشيخ محمد رشيد رضا إليها واتصل بعلمائها وتتلمذ على الشيخ محمد عبده الذى كان ثورة كبيرة بعلمه وآرائه الخلاقة فى الاصلاح والاجتماع ، ثم أصدر المجلة المشهورة التى عرفت بالمنار وذلك لبث آرائه فى الاصلاح الدينى والاجتماعى وأصبح الشيخ مرجع الفتيا فى التأليف بين الشريعة الاسلامية الغراء والأوضاع العصرية المتجددة.
وعند ما أعلن الدستور العثمانى سنة ١٣٢٦ زار الشيخ بلاد الشام لتسير آراءه وابداء وجهة النظر الاسلامية فى كثير من المسائل الهامة ، وقد اعترضه ـ وهو على منبر الجامع الأموى بدمشق ـ أحد أعداء الاصلاح فكادت تكون فتنة كبيرة لو لا حكمة الشيخ الذى عاد فى ذلك الوقت إلى مصر.