غفر الله لك يا أبا بكر ، ألست تمرض؟ ألست تنصب؟ ألست تحزن ، ألست تصيبك اللأواء؟
ـ قال : بلى.
ـ قال : فهو ما تجزون به.
ولقد عرف هذا النوع الذى برز فى تفسير بعض المفسرين بالتفسير بالمأثور ، ومن أهم مصادره التى يعتمد عليها ( الدر المنثور فى التفسير بالمأثور ) للإمام جلال الدين السيوطى ـ حيث اعتمد على ما أثر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وصحابته الأجلاء فى تقرير المعانى لكثير من آيات القرآن الكريم ومن أبرزهم ابن عباس رضى الله عنهما الذى حظى بصحبة رسول الله صلىاللهعليهوسلم خادما ومتعلما مع حظوته بدعاء الرسول صلىاللهعليهوسلم فكان فقيه الأمة وحبرها الذى لا يجارى علما وفقها فى الدين ومعرفة بالتأويل.
ولقد كان القرآن الكريم ، ولا يزال محورا للثقافة الإسلامية منذ أن تألفت أمة بقيادة رسول الله صلىاللهعليهوسلم. جمعها على التوحيد لله سبحانه وتعالى وخلافته فى الأرض ، فرأى المسلمون فى آيات القرآن الكريم حثا على النظر والتأمل فيه وتدبر آياته :
( كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ ، وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ ).
( سورة ص الآية ٢٩ )
( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ). ( سورة محمد الآية ٢٤ )
ومن ثم نشأ ـ زيادة على التفسير بالمأثور ـ : ( التفسير بالرأى ) القائم على التدبر والفهم لكتاب الله سبحانه وتعالى والاستعانة فى ذلك بالعلوم الخادمة لهذا الغرض الجليل وهى كثيرة تعددت وتنوعت فمنها علوم العربية نحوها وصرفها وبلاغتها وما روى عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قولا وعملا وغير ذلك من العلوم الكثيرة.