من عبادي الشكور ، وأحسنوا الظن بالله. فإن أباعبدالله عليهالسلام كان يقول: مَن حَسُنَ ظنّه بالله كان الله عند ظنّه به ومن رضي بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل ومن رضي باليسير من الحلال خفّت مؤونته وتنعّم أهله وبَصَّره الله داء الدنيا ودواءها وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام. ثم قال : ما فعل ابن قياما. قال : قلت والله إنه ليلقانا فيحسن اللقاء. فقال : وأيّ شيء يمنعه من ذلك ثم تلا هذه الآية : لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبةً في قلوبهم إلاّ ان تقطع قلوبهم.
قال : ثم قال : تدري لأيّ شيء تحيّر ابن قياما ؟ ١٩
قال : قلت لا ، قال : إنه تبع أباالحسن عليهالسلام فأتاه عن يمينه وعن شماله وهو يريد مسجد النبي صلى الله عليه وآله ، فالتفت إليه أبوالحسن عليهالسلام فقال : ماتريد حيّرك الله ، ثم قال : أرأيت لو رجع إليهم موسى فقالوا : لو نصبته لنا فاتبعناه وأقصصنا أثره ، أهم كانوا أصوب قولاً أو من قال : لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى.
قال : قلت : لا بل من قال : نصبته لنا فتبعناه واقصصناه أثره.
قال : فقال : من ها هنا أتى ابن قياما ومن قال بقوله.
قال : ثم ذكر ابن السراج فقال : إنه قد أقّر بموت أبي الحسن وذلك أنه أوصى عند موته فقال : كلّ ما خلّفت من شىء حتى قميصي هذا الذي في عنقي لورثة أبي الحسن عليهالسلام ولم يقل هو لأبي الحسن عليهالسلام. وهذا إقرار ولكن أيّ شيء ينفعه من ذلك وممّا قال ثم أمسك ٢٠
__________________
١٩ ـ الكافي ج ٨ ص ٣٤٦.
٢٠ ـ هو الحسين بن قياما رجلاً واقفياً خبيثاً وقيل برجوعه من الوقف.