بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمدلله رب العالمين وصلّى الله على خير خلقه محمّد وآله الطاهرين.
وبعد : فإن العلماء الأبرار وأصحاب الفكر وذوي الأبصار كلّما اتّسعت علومهم شاعت أخبارهم وشعّت أنوارهم ، فكيف إذا كانوا أئمة الهدى و سفن النجاة وأولياء العباد.
فعند ذلك لا يعلم مدى سعة أنوارهم وبركات آثارهم إلاّ الله تعالى.
فالإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام أحد هذه الأنوار المشرقة الذين جعلهم الله مناراً للعباد وسبيلاً للرشاد.
فإنه وان ضُيّق عليه من قبل خلفاء عصره وحسّاد دهره ولكن مع ذلك فاق نجمه على النجوم وظهر شمسه في الآفاق بحيث أخذوا يقتبسون من بحره الزاخر.
وأمّا أنا فقد وفّقني الله منذ سنين أن أقتبس من هذه الأنوار الزاهره ، وبعد أن شملني التوفيق وساعدني الحظ على تأليف مجموعة صغيرة عن السيرة القرآنية لهذا الإمام العظيم شرعت بتدوين مجموعة أخرى من أحاديث الرضا عليه السلام وسنواصل هذا الجهد عن الإمام الرضا عليه السلام في مواضيع أخرى حسب الطاقة ان شاءالله.
أمّا هذا الكتاب فكان بحمدالله ومَنّه حصيلة هذا الجهد فجمعنا فيه أربعين حديثاً حول المهدي عن الرضا عليه السلام من أمهات الكتب والمصادر الحديثية كالكافي وكمال الدين والغيبة للنعماني والطوسي ، واثبات الوصية عن جمع من أصحابه الكرام منهم أيوب بن نوح والريان بن الصلت