ويعرف أيضاً بميل الشمس إلى الحاجب الأيمن (١)
______________________________________________________
فهذه هي مدارات الشمس في طول السنة ، وقد عرفت أن نهاية بعدها عن خط الاستواء في كل من ناحيتي الجنوب والشمال ثلاثة وعشرون درجة ونصف.
وعليه ، فالبلدان الواقعة في مدارات الشمس وأكثرها واقعة في ناحية الشمال ينعدم عنها الظل عند بلوغها دائرة نصف النهار في كل سنة مرتين ، مرّة في مسير الشمس إلى نهاية الميل الأعظم ، ومرّة في رجوعها عنه ، كما أن الواقعة على رأس الميل الأعظم من كل من الجانبين لا ينعدم عنها الظل في السنة إلا مرّة واحدة ، وهو اليوم الذي تصل فيه الشمس إلى نهاية البعد ، وهو أول السرطان في الميل الأعظم الشمالي وأول الجدي في الميل الأعظم الجنوبي ، لعدم حصول التكرار في هذا المدار. وأما البلدان الخارجة عن هذه المدارات أي المنحرفة عن البعد الأعظم في طرفي الجنوب أو الشمال فلا يكاد ينعدم عنها الظل أصلاً ، بل يبقى شيء منه ولو يسيراً إلى ناحية الشمال في البلاد الشمالية ، أو الجنوب في الجنوبية فيأخذ الظل عند الزوال في الازدياد نحو المشرق فلا حدوث بعد الانعدام وإنما هو ازدياد بعد النقصان.
وعليه ، فحدوث الظل إلى طرف المشرق بعد انعدامه أو أخذه في الازدياد بعد استكمال نقصه كاشف قطعي عن تجاوز الشمس عن دائرة نصف النهار كشف العلة من معلولها.
(١) ثانيها : ميل الشمس إلى الحاجب الأيمن عند مواجهة نقطة الجنوب وذلك لأن هذه المواجهة تستلزم أن يكون الخط الموهوم المارّ من نقطة الشمال إلى الجنوب الذي هو خط نصف النهار واقعاً على قمة الرأس ، فإذا كانت الشمس بين العينين والحاجبين فهي على دائرة نصف النهار تماماً ، وعليه فاذا مالت إلى الحاجب الأيمن فقد زالت عن الدائرة بطبيعة الحال.