لمن واجه نقطة الجنوب (١) وهذا التحديد تقريبي كما لا يخفى (٢). ويعرف أيضاً بالدائرة الهندية وهي أضبط وأمتن (٣).
______________________________________________________
(١) وهذا هو الصحيح ، لا ما صنعه المحقق من جعل العبرة بمواجهة القبلة (١) لوضوح عدم استقامته على إطلاقه ، وإنما يتجه فيما إذا اتحدت القبلة مع نقطة الجنوب ، وأما إذا انحرفت عنه يمنة أو يسرة كما في العراق وما والاها ، أو لبنان وما ضاحاها ، فالزوال يتحقق قبل الميل المزبور أو بعده ، ولعله بكثير ، ولو كانت واقعة على نقطتي المشرق أو المغرب كجدّة ونحوها فلا ميل أصلاً.
(٢) لعدم ابتناء المواجهة المزبورة على التدقيق عادة بحيث لو خرج خط مستقيم من الجبهة لوصل إلى تلك النقطة من غير أيّ انحراف ، فان هذا الفرض لعله لا تحقق له.
أضف إلى ذلك : أن إحراز الميل إلى الحاجب في أول زمان تحققه صعب جدّاً والغالب إحساسه بعد مضي زمان ولو قليلاً ، ومن ثم كان التحديد مبنياً على التقريب دون التحقيق.
(٣) ثالثها : ما هو المعروف بالدائرة الهندية التي يستكشف بها الزوال على سبيل البت والجزم ، ومن هنا كانت أضبط وأمتن كما في المتن.
وطريقة معرفتها : أن تسوى الأرض أوّلاً تسوية دقيقة خالية عن أيّ انخفاض أو ارتفاع ، ثم ترسم عليها دائرة كلما كانت أوسع كانت المعرفة أسهل ، ثم ينصب في مركزها شاخص محدّد الرأس بحيث تكون نسبته إلى محيط الدائرة متساوية من كل جانب ، ولا يلزم أن يكون مخروطي الشكل وإن ذكره بعضهم ، وإنما المهم أن يكون محدّد الرأس كما سمعت ، كما لا يلزم أن يكون ارتفاعه بمقدار ربع قطر الدائرة ، وإن ذكره بعضهم أيضاً ، بل العبرة بكونه مقداراً يدخل ظله في الدائرة قبل الزوال.
__________________
(١) الشرائع ١ : ٧٢.